من بيوت الزار لي كوفيرات الحلة حأكتب عن نسوان ما بالضرورة سودانيات لكن مقهورات، ما ناشطات ولا سياسيات، ما ستات شاي بتدقهن المحلية والبوليس
دي سلسلة مشاهد من حياتن ونضالن وافكارن بي عيوني انا
دي قصص نسوان ما" نسوية"
الكدايس
كوفير الحلة الجديد مديراتو وشغالات فيهو شابتين صاحبات في بداية الثلاثينات من عمرهن حأسميهن هنا عبير وماجدة.
المحل جديد وشبه خالي من الاثاث،
ماجدة قدامها بخور وجبنة وماسكة التلفون بتفتش ضروري لمكيف، أهم شي يكون مستعمل أو جديد بالاقساط.
عبير بتجهز في عدة الشغل وبتصر على ماجدة انها تلقى مكيف الليلة لانو الحر جاب ليهم التهاب ووجع حلق.
عبير مشت المستشفي وكتبو ليها دوا لكن ماجدة ما مشت لدكتور ولا دايرة تمشي
افترضت من منظر القهوة والبخور انها ما بتقتنع بي كلام الدكاترة قلت اقترح عليها علاج تقليدي انها تشرب عسل بالزنجبيل
"بري العسل بيعمل اجهاض"
اتفاجأت من المعلومة دي وسألتها "كييف يعني؟"طوالي اتحولنا من قصة وجع الحلق والعسل للاجهاض
"اتخيلي انا اجهضت 8 مرات!!"
"لا حولا، ربنا يعوضك لكن لازم تمشى الدكتور، مرات بتكون مشكلة بسيطة وعلاجا بسيط،
عندكم كدايس؟؟"بانفعال شديد ردت
"ما عندنا كدايس وانا من الله خلقني ما بدورا"قلت ليها
"اي الكدايس كريهة شديد وكمان بتجيب أمراض، أغلب النسوان البيحصل ليهم اجهاض بيكون عندهم داء القطط"ولسة منفعلة بدت تحكي
"تصدقي؟؟
في كديسة كانت بتجي كل يوم ترقد في كتف راجلي كل ما يجدعها تجي راجعة، تلاتة يوم نحن في الحالة دي"
قاطعتها عبير "دي اصلا ما كديسة، دي مرسلة"
أمنت ماجدة على كلام عبير "عارفة من يوم الكديسة دي جات بقيت بجهض، اصلا الكدايس شياطين"
عبير "بسم الله"وواصلت ماجدة...
"ما اصلو!! تعرفي عندي اخوي بيسوق شاحنات لي بورتسودان مرة ماشي وقفو راجل بالليل في الشارع قال ليهو اديني الامان، عندي وصية دايرك توصلا لي زول...واصلت ونحن مندمجين في القصة، لا رمشة لا كلمة...
تمشي المطعم الفلاني في بورتسودان، تقعد في التربيزة الفلانية بيجيك راجل اسمو فلان تقول ليهو اخوك قال ليك البركة فيكم ابوك اتوفى"
"فعلاً اخوي مشي المطعم وقعد في التربيزة وطلب أكل بعد شوية جاهو كديس كبير خت يدينو في التربيزة وبقي يعاين ليهو
قام اخوي طوالي فهم وسلم على الكديس، يا فلان الفلاني اخوك فلان قال ليك البركة فيكم ابوكم اتوفى"
الكديس قام طوالي قال "نااااااااو" ومشى!!
اخوي بعد خلص اكلو مشا يدفع قالو ليهو حسابك دفعو الراجل الاخضر الهسة كان قاعد هنا"
واصلت ماجدة...
"بعد فترة اخوي مشا بورتسودان تاني ومشي نفس المطعم وسلم على الكديس وحسابو اتدفع
لاقوهو زملاءو كلموهو انو في ولدين في المنطقة الفلانية في طريق بورتسودان واقفين اليوم كلو ورافعين لافتة فيها اسمك
يلا اخوي في طريق الرجعة وقف في المنطقة ذاتها بالليل وقرر يبيت عشان يلاقي الولدين
وفعلاً لاقاهم الصباح
واحد قال ليهو" انا ابوي اداك وصية توصلا لي عمي يوم جدي اتوفى"
التاني قاليهو "انا ابوي الوصلت ليهو الوصية في المطعم"
ونحن دايرين نشكرك لانك وصلت الوصية وحفظت سرنا وكان كلمت اهلك ما مشكلة
وطوالي ادوهو خروف وشوال بصل وباغة زيت
وقالو ليهو وقت ما تدور حاجة تمشي المطعم"
قالت ليها عبير"هيي دة ما كديس!!"
وبدت عبير تحكي "انا كنت ساكنة في بيت وعاملة فيهو راكوبة ساقفاها بي دمورية بالجبص،
جيرانا عندهم برج حمام
فجأة ظهر كديس في الحلة كل يوم يسرق من الحمام ويجي ياكلو في راكوبتي لمن السقف الدمورية بقي كلو دم
بس يوم كان قلت ليهو "انت تاكل في راكوبتي وما تأكلني معاك؟"
من يومها بقي كل يوم يجي شايل لي حمامة لمن برج الحمام فضي
لا يوم سرق من حلتي
لا جانا حرامي وهو قاعد"
طوالي ردت ليها ماجدة "هيي دة ما كديس دة راجل"
ضحكنا كلنا وواصلت عبير "والله الكدايس أخير من الرجال،ومنهم خوفة
انتو ما سمعتو القصة المشهورة ديك؟؟...
كان في مرة مربية ليها كديس
قامت حملت وبقت تتوحم عليهو
بقي راجلا بيكرهو وكل ما يشيلو يجدعو يجيهم راجع
قام قتلو
بعد المرة ولدت جاها الكديس "المقتول"
وقال ليها "خوة السنين تبدليها بالجنين؟؟"
طوالي المرة جنت وقتلت طفلها"
ومع كل هذا القدر من الايمان بأن الكدايس مخلوقات لها قدرات خارقة، لم اقوى الا على احترام هذه القصص وهذا الايمان، وفي ظني انها روايات نسجت لمجابهة ظروف قاسية من مرض أو جوع أو لمداراة خيبات كثيرة في الكائن المسمى رجل.
ومع كل هذا القدر من الايمان بأن الكدايس مخلوقات لها قدرات خارقة، لم اقوى الا على احترام هذه القصص وهذا الايمان، وفي ظني انها روايات نسجت لمجابهة ظروف قاسية من مرض أو جوع أو لمداراة خيبات كثيرة في الكائن المسمى رجل.
ردحذفنعم.. وهو كذلك