الأحد، 29 أبريل 2012

خواطر نوبية

دائماً كان يراودني حلم الذهاب في رحلة استكشافية لأرض النوبة حيث أزور جميع القرى والجزر الصغيرة مروراً بقريتي "أقتري" وامتطي "الفلوكة" عبوراً الى جزيرتنا "أرتميري" اتنزه بين النخيل وأتسامر مع بلدياتنا ، واتعرف على هذا التاريخ العظيم ، بالرغم أصولي النوبية الا انني لم تتح لي فرصة معاشرة النوبيين "أصل بلادهم"

 ولكن سرعان ما يتهاوى هذا الحلم ، واستيقظ لأعايش هذا الواقع المرير وأدرك أنه مجرد أضغاث احلام.

حاولات لمرات عديدة وخلال عامي الدراسي الاول بجامعة الخرطوم التقرب من رابطة أبناء النوبة (حلفاويين ، محس ، دناقلة ، سكوت) ليس لشئ سوى الفضول المقلق الذي يراودني تجاه معرفة هذه الهوية ، وها قد اتيحت لي الفرصة عبر معرض الثقافات السودانية 2004 ، والتقيت بعدد من ابناء العشيرة ولكن ما لم أكن أتوقعه هو سيل الاسئلة التي دائماً ما تخلص بنتيجة أنني نوبية غير أصيلة ،...

تلك الاسئلة التي تجعلك دوماً في موضع دفاع عن نفسك إثر الهجوم الشرس والتعصب البغيض واللوم علي جهلك بهذه الجنان ، بدلاً عن محاولة محو أميتك الثقافية ،...

الاسئلة التي تحاول أن تكشف مدى نقائك العرقي إذ أن الاصول النوبية أصول ملكية وما سواها عدم.

أصبت بخيبة أمل عظيمة بعد هذه المحاولة ، اذ كنت التمس العذر دائماً لكبار السن من الاهل والبلديات لتعصبهم وعدم اتساع افقهم ، ولكن أن أجد هذه العصبية بين شباب طلاب جامعيين هو ما كان صدمة حقيقية، وقد كنت أرى في الروابط الاقليمية نوعاً من التعددية الجميلة وضرورة أن يعكس أبناء الاقاليم ثقافاتهم لزملائهم في الدراسة في ظل غياب وتغييب المنابر الاخرى ( التلفزيون ، الاذاعة ، المناهج التعليمية) عن هذه الثقافات.

ما كنت أتمنى أن أجده هو فصول لتدريس اللغة النوبية برعاية رابطة أبناء النوبة وان تكون هذه الفصول موجهة للنوبيين غير الناطقين بالنوبية ومفتوحة لجميع السودانيين باختلاف اعراقهم ، وليس فقط تنظيم افطار رمضان السنوي واستقبال الطلاب الجدد.

أشعر بالاسى عند سماع القصة المعهودة ، وكيف أن الاستعمار أجبر النوبيين على استخدام اللغة العربية وكيف أن التلاميذ في الابتدائية كانوا يتعرضون للضرب عند تحدثهم بغير العربية ، وأجد هذه القصة مشابهة جداً لرواية أن سبب انفصال الجنوب هو سياسة الارض المقفولة ، ناهيك عن مرور نصف قرن علي الاستقلال.

بدلاً عن النواح علي لغتنا الآيلة للاندثار ، وثقافتنا المقصاة علينا أن نسعى لنشر وتخليد هذا الارث ، عدم التعصب لإثنيتنا والانفتاح علي ثقافات عانت أيضاً من التهميش والاقصاء.

ملحوظة: هذا المنشور ليس هجوماً علي النوبيين ، أو رابطة أبناء النوبة بالجامعات والمعاهد العليا ، ولكنه دعوة لآفق أكثر اتساعاً ؛ قادتني اليها احاسيس انسانية سودانية أصيلة قابلة للخطأ والصواب.

الجمعة، 27 أبريل 2012

Fundamentalisms Propaganda In Sudan

You advocate for democracy= you are liberal 
You believe in equality and equity= you are communist 
You advocate for secularism= you are atheist
You respect  human rights =you are Zionist
You stand for peace =you are a spy 
You are tolerating diversity=you are not a Sudanese national.

If you've been doing all a/m then you are: liberal, communist, atheist, Zionist, spy and not a Sudanese national (Chadian, Egyptian or Ethiopian) I don't know even how a person could be a liberal and communist at the same time and how it would be a personal insult.

Dear fundamentalists, 
If you are trying to insult people by stereotyping them to certain ideologies, there is no word more offensive than Fundamentalism. Your verbal intimidations are not effective anymore, It's better for you to find another propaganda.

As a Sudanese citizen and a human; I've never experienced such feelings of anger, humiliation and sadness as when I watched sick people; ought to be Sudanese cheering in the national TV for the words of a child insulting South Sudanese president being a slave.

Till now I cannot find a justification for the Minister of Defense raising the Egyptian flag as a part of celebrating Higlig " liberation" and conserving national sovereignty. Also I cannot find a connection between destroying and burning a church and Islamic values or any religion at all.

Regardless what you are saying, human dignity and peace must be achieved not only for the people of Sudan; but all over the region and the world.

N.B fundamentalisms are including but not restricted to any religious extremist, racist, sexist excluding behavior.

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

بين سجناء الرأي وأسرى الحرب

أثار الفيديو الذي بثته القنوات الفضائية ردود فعل عارمة في صفحات التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) تتراوح بين الغضب والدعوة للانتقام والشفقة والحزن. يظهرالفيديو مجموعة من جنود القوات المسلحة السودانية فور وصولهم الي مدينة جوبا كأسرى حرب وقد وعدت حكومة جنوب السودان باحسان معاملتهم ورعايتهم وفقاً لاتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بشأن معملة أسرى الحرب ، كما وعدت حكومة جنوب السودان بتسليم الاسرى للجنة الدولية للصليب الاحمر.http://www.youtube.com/watch?v=ELVzkvHcMg4&feature=youtu.be

في الوقت الذي قضت فيه الناشطة جليلة خميس كوكو أكثر من شهر في المعتقل لدى جهاز الامن والمخابرات السوداني ومن دون توضيح التهم التي تواجهها، اثر اختطافها ليلاً من منزلها بعد تهديد افراد اسرتها بالسلاح.http://www.youtube.com/watch?v=1PTTf5Y5fQU

د.بشرى قمر معتقل منذ نهاية يونيو 2011 ، ولم توجه له تهمة حتى الان.

منعم رحمة معتقل منذ سبتمبر 2011 ، لم توجه له تهمة أيضاً.

الكثيرون في معتقلات النظام يواجهون مخاطر التعذيب ، وتتم انتهاك حقوقهم الدستورية باعتقالهم والتحفظ عليهم بدون توجيه اتهام محدد لهم ، لكن للاسف تنحصر ردود الافعال لهذه الانتهاكات في دائرة النشطاء ، الاسرة وأصدقاء المعتقلين /الضحايا.

مقارنة بين فيديو الاسرى المنشور في 15 أبريل 2012 ، وفيديو شهادة أسرة المعتقلة جليلة المنشور في 17 مارس 2012 ، حيث بلغت عدد مرات مشاهدة الفيديو الاول 1565 مرة في أقل من يوم و2598 مشاهدة للفيديو الثاني في أكثر من شهر.

أكاد أتفهم كل هذا القلق علي أسرى الحرب لدى حكومة الجنوب خوفاً من المعاملة بالمثل ، فقد وجه أحد أولي الامر جنوده بقتل جميع الاسرى وارتكاب الفظائع.

هل يجب أن يثار كل هذا القلق على أسرانا المكفولة حقوقهم بالقانون الدولي ونتناسى أسرى الرأي الذين لا تتوفر لهم أي ضمانات لحقوقهم الدستورية؟


أسير الحرب هو من تم أسره في ساحة القتال ، بينما سجين الرأي فهو من قادته كلماته وأفكاره الى الاسر ، فكيف للكلمات أن تكون أكثر أذىً وضرراًً من القتال.

أخيراً : حرية .. سلام .. حرية