الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

عبدالله حمدوك... ليس رائداً للإصلاح


نشر على صحيفة السياسي https://assyasi-sd.com/25678/

نشرت وكالة بلومبيرغ في الثالث من ديسمبر ٢٠٢٠ تقريراً حول أكثر ٥٠ شخصية مؤثرة حول العالم للعام ٢٠٢٠، وضم التصنيف رئيس وزراء السودان د. عبدالله حمدوك بإعتباره رائداً لتنفيذ سياسات جديدة وصفت بأنها قد تكون الأكثر جرأة في العالم الإسلامي لأكثر من قرن.

وجل الإصلاحات المذكورة في التقرير مرتبطة بصورة أساسية بقانون التعديلات المتنوعة الذي تمت إجازته في يوليو ٢٠٢٠ وإعلان المبادئ الذي وقعه رئيس الوزراء مع الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال في سبتمبر الماضي.

الاصلاحات التي رصدت في قائمة انجازات رئيس الوزراء مضللة في مجملها، بجانب الغاء عقوبة الردة فإن الإصلاحات المذكورة لم تسهم في الدفع بضمان حقوق المواطنة في السودان.

احتفى التقرير بإنهاء عقوبة الجلد، التي تعتبر صنفاً من صنوف التعذيب والإذلال، بينما التعديلات المتنوعة أبقت عقوبة الجلد كما هي في ما يعرف بجرائم الحدود. كما رصدت عدد من الجهات الحقوقية في الشهور السابقة تطبيق المحاكم لعقوبة الجلد تعزيراً.

وبخصوص الانجاز المتعلق بالغاء القانون الذي يمنع النساء من السفر برفقة أطفالهن بدون إذن الولي فهو أيضاً احتفاء مضلل، إذ أن التعديلات المتنوعة لم تمس قانون الأحوال الشخصية للمسلمين والذي يقضي بضرورة التحصل على إذن الولي في حالة السفر بالمحضون. وفقاً لقانونيين فإن المادة التي تم تعديلها في قانون الهجرة والجوازات تعنى بإلغاء تأشيرة الخروج وليست متعلقة بولاية الرجال على النساء أو سيطرة الرجال على الحق في التنقل لأطفالهم برفقة الامهات.

ظل ختان الإناث لعقود طويلة ظاهرة تشغل المجتمع المدني السوداني، وتلقى اهتماماً من المجتمع الدولي، توجت هذه المجهودات بتجريم الختان في قانون التعديلات المتنوعة، ولكن بالنظر الى صيغة المادة فإن تجريم الختان سينتهي بتجريم للنساء سواءاً كن أمهات، جدات، أو قابلات. من المعروف أن ختان الإناث ممارسة تتصدرها النساء في أسرهن بمباركة تامة من الرجال. كيف للقانون الذي يمنع النساء من التنقل مع أطفالهن بدون إذن الولي أن يتجاوز سلطة الولي في اتخاذ القرار داخل الأسرة ويتجه لتجريم النساء المنفذات للختان.

التعديلات المختصة بتسهيل قيود التعامل مع الكحول لغير المسلمين قد أسهمت في انتهاك حرية المعتقد للمتعاملين، حيث لايتاح لبائعة الكحول التأكد من ديانة المشتري عند عملية البيع، كما أن ارغام منفذي القانون والقضاة للمهتمين والمتهمات بالتعامل في الكحول على الافصاح عن ديانتهم في حد ذاته انتهاك لحرية المعتقد. أتاح القانون بصيغته الحالية لمنفذي القانون الفرصة لتنميط المتعاملين في الكحول بحسب إثنياتهم أو مظهرهم. لا تزال جرائم التعامل في الكحول تحاكم ايجازياً في العديد من المحاكم السودانية.

أما فيما يتعلق بإنهاء ٣٠ عاماً من الحكم الإسلامي فهو من أكثر الانجازات المضللة التي رصدها التقرير، فقانون التعديلات المتنوعة أكد على العقوبات الحدية، والتي تجاوزتها عدد من الدول الحديثة ذات الأغلبية المسلمة، وقتل المجددين والمجددات مشروعيتها بحثاً خالصين لعدم ملاءمتها لإطر حقوق الانسان وبنية الدولة الحديثة. كما أن رئيس الوزراء لم يتعهد بفصل الدين عن الدولة مثلما ورد في التقرير. ففي إعلان المبادئ الموقع مع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال ورد بند فصل الدين عن الدولة في الدستور المقبل للبلاد أو منح حق تقرير المصير لإقليم جبال النوبة في حال رفض مبدأ فصل الدين عن الدولة، وكأن علمانية الدولة هي فقط مطلب يخص شعوب جبال النوبة دوناً عن عامة السودانيين والسودانيات. لاترقى الإصلاحات التي انجزها رئيس الوزراء وحكومته لما فعله كمال أتاتورك من علمنة للدولة التركية في عشرينيات القرن الماضي، لأن كل ما ذكر أعلاه يدل على غياب الارادة السياسية للتأسيس لدولة قائمة على المواطنة ومنفصلة من المرجعيات الإسلامية السلفية.

تحتفي وكالات الصحافة العالمية مثل بلومبيرغ بإنجازات الدكتور عبدالله حمدوك، دون القيام بأي مجهود إستقصائي لمعرفة مدى جذرية وجدية هذه الإصلاحات. يرزح السودانييون والسودانيات تحت نيران العديد من الأزمات المتراكمة المتعلقة بالتحول الديموقراطي المتعثر بسيطرة شركاء الحكم العسكريين على صناعة القرار وموارد الدولة، مما أنتج الأزمة الاقتصادية التي لا يلوح أفق لحلها وصراعات قبلية متجددة، بالاضافة لجائحة فيروس كورونا المستجد في ظل تهالك النظام الصحي. كل ذلك أسهم في تداعي الدعم الشعبي لرئيس الوزراء الذي قلما يخاطب العامة.

رئيس الوزراء الذي ينوب لجنة الطوارئ الاقتصادية لم يخاطب الجموع المنهكة بالاصطفاف للخبز والوقود حول خطة الخروج من الأزمة، لم يخاطب الأمة عند حدوث مستجدات متعلقة بالوصول للعدالة مثل اكتشاف المقبرة الجماعية، عند قتل الأجهزة الأمنية للمتظاهرين السلميين في ٢١ أكتوبر، عند اشتداد النزاعات القبلية في مختلف أنحاء السودان أو عند قتل العشرات في الهجوم المسلح على معسكر للنازحين في محلية قريضة. لم نسمع من رئيس الوزراء حول الاستعدادات لمجابهة الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا، أو حتى عن محاسبة وزير الصحة المكلف الذي نشر الأكاذيب حول تأثير الإغلاق خلال الموجة الاولى من جائحة فيروس كورونا على حملات مجابهة فيروس شلل الأطفال.

رئيس الوزراء الذي تحتفي أجهزة الدعاية العالمية بانجازاته الصورية، غائب أو مغيب عن المعاناة اليومية للسودانيين والسودانيات باختلافاتهم وتنوعهم. قد تساهم هذه الدعاية في تطمين المانحين وأصدقاء السودان من المجتمع الدولي أن السودان "يسير في الطريق الصحيح"، لكنها لن تنجح في إخفاء سوءات الانتقال وهشاشة وسطحية الإصلاحات عن جموع السودانيين والسودانيات رواد التغيير وصانعي ثورة ديسمبر المجيدة.

الأحد، 7 يونيو 2020

إدعاءات رائجة حول عدم شرعية الاتحاد التعاوني النسوي

منذ نشر بيان "أين نحن من كل هذا" وتدوينة طبقية الحكومة الانتقالية: التشكيك في شرعية الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض وما صاحب القضية من تغطية إعلامية؛ إنتشرت العديد من الحجج المغلوطة من سيدات ورجال ينتمون لعدد من المجموعات النسوية والثورية.

للأسف قليل من أصحاب هذه الردود اتجهوا للفضاء العام لعرضها وبقي أغلبها حبيس مجموعات الواتساب والمكالمات الهاتفية التي هدفت للتوضيح لشخصي والسيدة عوضية كوكو والأستاذة هالة الكارب عدم معرفتنا أو تفهمنا لأبعاد المشكلة، في محاولة لتغيير القضية من قضية سيدات يرزحن تحت الفقر وبحاجة عاجلة للدعم المستحق بي ظل الاغلاق التام والضائقة المعيشية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد إلى سؤال حول مشروعية الجهة التي تطالب بهذا الحق الأصيل.

أدناه تفنيد لهذه الحجج المغلوطة والأكاذيب التي لم يمتلك مروجوها الشجاعة للرد في الفضاء العام

أولاً: أصدرت لجنة ازالة التمكين قراراً بتاريخ ١٨ مارس ٢٠٢٠ باستثناء الاتحاد التعاوني النسوي من قرار حل جميع التعاونيات باعتباره مكون أصيل من مكونات الثورة السودانية والنساء عضوات الإتحاد كن محل عداء حكومة البشير لسنوات طويلة عانت خلاله العضوية من التنكيل والسجن والمساومة السياسية على حقوقهن ومعاشهن. لذلك تم التراجع عن قرار الحل ولكن يبدو أن بعض أعضاء لجنة ازالة التمكين ولجنة تسيير الاتحاد النسوي التعاوني التي لم تشكل من عضوية الاتحاد ولا بالتشاور معه لا تعترف بقرار الاستثناء، وكان من الأجدر حل هذا الخلاف داخلياً بين عضوية لجنة ازالة التمكين قبل التسبب في هذه الفوضى حول من له الأحقية في التحدث بإسم الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض.
ومن المهم أيضاً أن توضح لجنة ازالة التمكين كيفية إختيار اللجنة التسييرية للإتحاد وما هي مؤهلات عضويتها، خاصة وأن بعض الناشطات يدعين أن لجنة التسيير منتخبة من عضوية الاتحاد وهو ادعاء كاذب.


ثانياً: كلنا نعرف أن خطاب الحركة النسوية والمعارضة السودانية بكل مكوناتها أعتمد على قضايا النساء ضحايا الحروب وفقراء المدن والطبقة العاملة الذين يمثلهم الإتحاد التعاوني النسوي الذي عانت عضويته من القهر المنظم، من المؤسف حقاً أن لا يتعدى هذا الخطاب الشعارات الرنانة ولا يرتقي لحقوق وخصوصية الطبقة المعنية.

ثالثاً: في بعض الرسائل التي تروج لفرضية شرعية اللجنة التسييرية، استخدمت بعض الناشطات لغة استعلائية بقولهن أن عوضية كوكو لم تفهم قرار لجنة التمكين وأنها بحاجة لأن يتم "تفهيمها للقرار بلغة بسيطة".
أما فيما يخص اللغط السائد حول اشكالات الإتحاد التعاوني وتحدياته التنظيمية وأن العضوية غير متوافقة على رئاسة عوضية كوكو فهذا شأن عضوية الاتحاد ولا يخص النساء المجموعات الأخرى. من المفترض أن تتضامن المجموعات النسوية مع بعضها البعض وتحترم استقلالية الكيانات وقدرتها على التنظيم واتخاذ القرار.
الاشكالات التنظيمية والتناقضات موجودة داخل كل الأجسام النسوية بلا استثناء ولم نسمع بأية حراك من خارج هذه الأجسام لحل هذه المشاكل، وهذه المحاولات للتدخل إنما تعضد النظرة الطبقية للإتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض وأن عضويته غير كفء وغير قادرة على حل المشكلات والتنظيم وهذه مجرد فرية نمطية.

رابعاً: عملت السيدة عائشة موسى مع رئيسة الاتحاد ودعتها لإجتماعات بعد قرار لجنة إزالة التمكين وتم تكليفها بحضر النساء من عضوية الاتحاد لمنحهن الدعم المعيشي أثناء الحظر وقد تم تسليم قائمة مكونة من ١٢٠٠٠ سيدة منذ نهاية مارس وهذا في حد ذاته اعتراف بشرعية الاتحاد، سعت اللجنة التنفيذية للإتحاد طوال شهر رمضان للتواصل مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي استلمت قوائم الدعم من مكتب عضو مجلس السيادة واتصلن بعدد من المسئولين ولم يتلقين أية استجابة. استلمت عضوية اللجنة بطاقات دعم لعدد ٢٥٥ سيدة يوم ٥ يونيو وسيقوم الاتحاد بإعادة تسليم القوائم للنساء اللاتي لم يحصلن على الدعم بعد لوزارة العمل. 
خامساً: تنتشر في أوساط ناشطات النخب رواية مفادها أن هنالك شبهة فساد حول السيدة عوضية والاتحاد النسوي، يدعي البعض أن السيدة عوضية قد تلقت مبلغ مليار جنيه (مئة مليون في رواية أخرى) لدعم عضوية الاتحاد أثناء جائحة كورونا وأنها لم تسلمها للعضوية، مما يثير الشكوك حول فعل منظم لتقويض عمل الاتحاد واغتيال شخصية رئيسته، ففي الأسابيع الماضية تلقت بعض عضوات الاتحاد اتصالات من ناشطات لم يعرفنهن بالاسم يتهمن السيدة عوضية بالفساد والاستحواذ على دعم الكورونا (مليار جنيه)، مما أدى لزعزة العضوية واحتدادها مع رئيسة الاتحاد وعضوات اللجنة التنفيذية، اضطرت رئيسة الاتحاد لتغيير سكنها مؤقتاً تفادياً للاحتداد مع العضوية الغاضبة وهو ما قادها لتنظيم المؤتمر الصحفي لتبرئة ذمتهن أمام العضوية وللفت نظر السلطات لأوضاعهن. أكد مصدر في وزارة العمل عدم صحة هذا الاتهام وأنه لم يتم تسليم دعم مالي لأي شخص بالإنابة عن أشخاص آخرين، وأن الدعم يوزع عن طريق بطاقات مربوطة بالرقم الوطني.

سادساً: وحول مسألة الشرعية المطروحة، تستمد السلطات اليوم شرعيتها من قواعدها مثل السيدة عوضية كوكو وكل نساء ورجال الشعب السوداني. هذه هي المشروعيه الوحيدة لدى الحكومة الانتقالية التي وجدت بالتراضي بين المكونات السياسية وهي غير منتخبة من الشعب. لذلك وكما التزمنا بمراقبة ورصد حكومة النظام البائد، والتحدث بصوت عالي ضد اخفاقاتها وانتهاكاتها رغم القبضة الأمنية، يتواصل هذا الالتزام بمراقبة الحكومة الانتقالية والمطالبة بالحقوق عبر التنظيمات المدنية ووسائل الإعلام، وليس الغرض من ذلك التشفي أو الإساءة ومكوناتها ولكن لضمان تحول ديموقراطي سلمي يحترم حقوق جميع سكان السودان باختلافاتهم وتنوعهم

سابعاً: لابد من تشكيل المجالس المحلية والمجلس التشريعي في أسرع وقت للحد من مركزية السلطة وتفعيل الرقابة على الجهاز التنفيذي وتجنب احتكار صنع القرار لفئات تفتقر إلى الحساسية والمعرفة بقضايا المجتمعات المحلية مما يؤدي للتسبب في أزمات قد تهدد الأمن والسلم الإجتماعي.

أخيراً: يجب على الحكومة التي أتت على جثث ودماء شعوب السودان والتنكيل والاغتصاب والعنصرية والقتل ونتاج تراكم أزمات ومظالم تاريخية من حرب الجنوب الى حروب دارفور، قصف المدنيين في جبال النوبة والنيل الأزرق وحتى مجازر ٣ يونيو في الخرطوم وكل مدن السودان، أن ترتقي لتطلعات كل مكونات الشعب السوداني.
وعلى المجموعات السياسية المختلفة ومن ضمنها المجموعات النسوية أن تعلي قيم التضامن وتنأى عن النخبوية والاستعلاء

هالة الكارب ويسرا فؤاد

الأربعاء، 3 يونيو 2020

طبقية الحكومة الانتقالية: التشكيك في شرعية الاتحاد النسوي متعدد الأغراض



أصدر الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض بياناً بتاريخ ٣١ مايو ٢٠٢٠ بعنوان أين نحن من كل هذا (راجع الهوامش رقم ١)، يوضح فيه المماطلة في دعم عضوية الاتحاد من النساء العاملات في القطاع غير المنظم في ولاية الخرطوم، ١٢٠٠٠ عاملة من عائلات الأسر لم تتلقى أية دعم من وزارة العمل والرعاية الاجتماعية، بالرغم من تحرك الاتحاد واتصاله بالسلطات منذ شهر مارس.

من المشين الا تضع حكومة الثورة أية اعتبار للطبقة العاملة، بالأخص القطاع غير المنظم غير الزراعي والذي يشكل أكتر من ٧٧% من التوظيف بحسب إحصاءات البنك الدولي للعام ٢٠١١. بينما تتباهى بزيادة الأجور للعاملين في الخدمة المدنية. ولكن الأكثر إشانة هو رد الفعل الذي قوبلت به قيادات الإتحاد النسوي عند مطالبتهن باستحقاقاتهن.

تفتقر استراتيجية الإستجابة لأزمة كورونا إلى الشمول، ولا يمكن للإجراءات الصحية فقط أن تضمن التزام الجميع بالموجهات، كما تتجلى طبقية السلطات في خطة مجابهة كورونا.

يتساءل الكثيرون لماذا لم يلتزم العامة بإجراءات الإغلاق التام، التباعد الإجتماعي وحظر التجوال، وفي الغالب الأعم تنكب الشتائم في وسائل التواصل الإجتماعي على المواطن السوداني الجاهل بطبعه الذي يرفض التصديق بوجود فيروس كورونا

تنتشر رواية مفادها أن بائعات الشاي والأطعمة من الفئات التي تكسب قدراً من المال، كما أن الحكومة والجهات الخيرية قد بذلت المساعدات للفئات الفقيرة حتى يلزم الجميع المنزل، ومع ذلك الكثيرات منهن لازلن يمارسن عملهن اليومي في بيع الشاي والأطعمة. الرواية رائجة على وسائل التواصل الاجتماعي كما سمعتها مباشرة من بعض المعارف والزملاء.

تلقت قيادات الاتحاد الوعود من وزارة العمل ولجنة الطوارئ الصحية بتوفير الدعم. طُلب من قيادة الاتحاد حصر عضويته من النساء داخل ولاية الخرطوم وقد تم الحصر وتسليم القوائم منذ نهاية شهر مارس لكن لم تتلقى العضوية أية مساعدات من السلطات مما دفع ببعضهن للمخاطرة بصحتهن وسلامة أسرهن ومزاولة العمل بالرغم من الحظر والاغلاق. وواجهن بطش السلطات الأمنية المتمثل في الضرب والتغريم لكل من تكسر موجهات الحظر والاغلاق. 

بحسب مصادر المدونة، تم اليوم ٢ يونيو استدعاء إحدى قيادات الإتحاد النسوي لإجتماع في مجلس السيادة الإنتقالي، حضره ممثل وزارة العمل والتنمية الإجتماعية، والسيدة عائشة موسى عضو مجلس السيادة الإنتقالي. بدلاً عن مناقشة أوضاع النساء العاملات في القطاع غير المنظم، أو الاعتذار عن عدم الإيفاء بوعود الدعم حاولت السلطات انتزاع الشرعية من ممثلة الاتحاد، باعتبار أن الاتحاد تنظيم غير شرعي وقد تم حله بواسطة قرارات لجنة ازالة التمكين. وطُلب من القيادية التحدث عن نفسها فقط وأن لا تتحدث بإسم العضوية من النساء في القطاع غير المنظم.

يقول المصدر أن الاتحاد التعاوني متعدد الأغراض قد تلقى إخطاراً بالحل بواسطة لجنة التمكين قبل عدة أشهر، وطلب منهم تسليم ممتلكات الاتحاد للجنة، من ضمنها مقر جمعية بائعات الشاي والأطعمة بالسوق الشعبي وعربة بوكس. الجدير بالذكر أن مقر جمعية بائعات الشاي والأطعمة ليس ملكاً للإتحاد، وقد قامت بإنشائه منظمة أوكسفام للجمعية قبل أكثر من عقدين من الزمان وحاولت حكومة ولاية الخرطوم في مطلع الألفية انتزاع المقر من الجمعية ولم تنجح حينها.
أما العربة فهي ليست ملكاً أيضاً للإتحاد بل هي هبة من مجلس الوزراء، وقد احتفى البعض في وسائل التواصل الإجتماعي بهذا الدعم العيني للمناضلات عضوات الاتحاد.

وعند تلقي المخاطبات من لجنة إزالة التمكين، تواصلت قيادة الاتحاد مع مكتب السيد رئيس الوزراء الذي أصدر خطاباً من جانبه يؤكد أن الاتحاد النسوي متعدد الأغراض تنظيم ثوري له قواعد في المجتمع ولا يمت للنظام البائد بصلة، بحسب المصدر.

وطوال هذه الأشهر لم يتم الطعن في شرعية الاتحاد أو مطالب عضويته، إلا عندما شرع في المطالبة العلنية باستحقاقات عضويته من الآف النساء. جاء رد السلطات على "أين نحن من كل هذا" ب"من أنتم"

وبما أن المقام مقام تساؤل عن مدى شرعية التنظيمات النقابية والعمالية، إلا أننا لم نسمع عن طعن في شرعية أجسام مثل التجمعات المهنية للأطباء والصيادلة والمهندسين، أو الطعن في شرعية أجسام نسوية مثل منسم التي رشحت السيدة عائشة موسى لعضوية مجلس السيادة.

لذلك لا يمكن النظر لسؤال الشرعية الذي طرحه ممثلو السلطة بدون إعتبارات طبقية، هكذا تعاقب "حكومة الثورة" الطبقة العاملة التي تتجرأ بالمطالبة بحقوقها وحالة الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض ليست فريدة من نوعها

في فبراير الماضي عندما طالب عمال مطاحن الغلال بحقوقهم ونفذوا إضرابا عن العمل وهي وسيلة سلمية وآلية ضغط متعارف عليها في أوساط المجموعات النقابية والعمالية، إتهمتهم قوى الحرية والتغيير بأنهم أذرع للنظام البائد، في محاولة لانتزاع الشرعية من العمل التنظيمي النقابي ووصمه بأنه عمل تخريبي

وفي ظل جائحة فيروس كورونا التي عصفت بالاقتصاد حول العالم وتأثر منها الأقل حظاً تجابه الطبقة العاملة في السودان مخاطر المرض، الافقار والجوع وعدم الاعتراف السياسي.

الهوامش:
١) أين نحن من كل هذا؟!!!



بيان صحفي

الاتحاد النسوي التعاوني متعدد الأغراض

الخرطوم - 31/5/2020



شارك الاتحاد النسوي التعاوني متعدد الأغراض بفعالية ضمن جموع الشعب السوداني بثورة ديسمبر المجيدة، كأحد القطاعات المهنية العاملة بالقطاع غير المنظم. كما تعززت مساهمته ضمن المشاركة النسوية الفاعلة بالمواكب والاحتجاجات التي انتظمت بكافة أرجاء السودان وصولاُ لــــ 11 أبريل 2019 بسقوط نظام المؤتمر الوطني المنحل. وقد واصل الاتحاد عبر جمعياته التعاونية لبائعات الأطعمة والشاي في تسهيل العديد المهام اللوجستية بميدان الاعتصام بالقيادة العامة، جنباً إلى جنب مع بقية تنظيمات المجتمع المدني. حيث كان (مطبخ الاتحاد التعاوني النسوي) بمثابة شعلة حركة دائمة لعضوات الاتحاد في تقديم الوجبات للثوار طوال فترة استمرار اعتصام القيادة العامة. و مع مجئ ذكرى أحداث 3 يونيو المؤلمة، لا يفوتنا التذكير بأن العاملات بالقطاع غير الرسمي دفعن ثمناً باهظاً خلال جرائم فض اعتصام القيادة العامة وما تلاها من أحداث، حيث فقدت أكثر 5,000 بائعة شاي و أطعمة جميع ممتلكاتهن المادية و العينية ومصادر رزقهمن، بالإضافة لاستهدافهن بشكل مباشر وأطفالهن ضمن حوادث العنف الجنسي التي تعرضت لها العديد من النساء والفتيات والاطفال والشباب، حيث لا تزال مجموعات كبيرة من النساء يعانين من الآلام النفسية والجسدية جراء جرائم فض الاعتصام دون دعم فى الوصول الي العدالة أو العون النفسى والمادي.



وعقب تشكيل الحكومة الانتقالية والاتفاق السياسي، لعب الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض دوراً فاعلاً في دعم الفترة الانتقالية لتحقيق مطالب الثورة من خلال التنسيق المباشر مع مؤسسات السلطة الانتقالية ممثلة بوزارة االشؤون الاجتماعية و العمل في الدفع بتصورات لمعالجة أوضاع النساء و الفتيات العاملات بالقطاع غير الرسمي للدفاع عن قضاياهن و هيكلة هذا القطاع و إيجاد فرص للتدريب والتطور للعاملات وأسرهن. ولا تزال جهود الاتحاد مستمرة بهذا الصدد.

بتاريخ ٢١ مارس ٢٠٢٠، قام المكتب التنفيذي للاتحاد التعاوني النسوي المتعدد الأغراض الذي يضم 15,000 سيدة راعية أسرة تحت مظلة 13 جمعيات تعاونية مسجلة بولاية الخرطوم، بالاجتماع مع مسؤولين/ات و ممثلين/ات لوزارة الرعاية الاجتماعية و اللجنة العليا للطوارئ الصحية، لبحث أوضاع النساء العاملات بالقطاع غير الرسمي ضمن ترتيبات الطوارئ الصحية في ظل انتشار جائحة كورونا بالبلاد، و إجراءت فرض حظر التجول والحجر العام لاحقا و تقييد الأعمال بولاية الخرطوم، وقد أوصي هذا الاجتماع بضرورة تقديم مساعدات ودعم لهذا القطاع من خلال الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض. و بناء على خطة العمل التي جرى التوافق عليها مع اللجنة العليا للطوارئ الصحية و وزارة الرعاية الاجتماعية، قام الاتحاد من خلال جمعياته، بإجراء مسح و إعداد قوائم للنساء العاملات ببيع الشاي و الاطعمة بمناطق وجود هذه الجمعيات بالحرطوم الكبرى في: الراشدين – دار السلام – مايو – الازهري – السلمة – امبدة – الفتح (1) – الفتح (2) – الحاج يوسف – غرب الحارات – سوبا – الثورات، و التي تعد من المناطق الاكثر تأثراً من فرض حالة الطوارئ الصحية و حظر التجول بسبب الأوضاع الاقتصادية بها كما أنها تضم معظم العاملات بالقطاع غير الرسمي، وخاصة من النساء المتأثرات بالنزاعات المسلحة التي جرت بأقاليم دارفور و جنوب كردفان والنيل الازرق.

وقد تضمنت الكشوفات التي جرى تسليمها لوزارة الرعاية الاجتماعية و اللجنة العليا للطوارئ الصحية بيانات أكثر من 12,000 سيدة. اليوم و بعد مرور اكثر من يوم 50 يوماً من تسليم هذه الكشوفات، لم تقم وزارة عمل والتنمية الاجتماعية أو اللجنة العليا للطوارئ الصحية بتقديم أي نوع من المساعدات للنساء اللاتي جرى حصرهن بواسطة جمعيات الاتحاد أو التواصل مع الاتحاد لاخطاره بأي مستجدات متصلة بترتيبات العمل على هذا الملف، وقد باءت محاولات الاتحاد بالفشل فى التواصل مع الجهات المعنية. أدى هذا الوضع إلي جملة من التساؤلات وحالات تذمر وغضب مستمرة من قبل النساء فى عضوية الاتحاد وومن أسرهن، حيث أسقط بعض من هذا الغضب علي قيادات الاتحاد بحجة أنهن المسؤولات من هذا الوضع. وهو أمر قد عرض العديد من القيادات للمخاطر والتهديد من قبل أفراد وصل بهم الامر في ظل حظر التجوال لي حدود اليأس جراء العوز والفاقة التي تلازم مجتمعات السودان المهمشة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

إن الدور الذى يلعبة الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الأغراض هو دور يتجاوز تنظيم النساء فى القطاع غير الرسمي ويمتد الي نشر السلام ورعاية ودمج مجتمعات كانت ولا زالت مهمشة ولا تحظى بأي إهتمام من الدولة السودانية. وقد كنا نتوقع -نحن فى الاتحاد التعاوني- أن تعي حكومة الثورة هذا الدور وتتعاطي معنا بالاهتمام والتقدير الذى نستحقه.

نحن الآن نطالب الحكومة الانتقالية و اللجنة العليا للطوارئ الصحية بحقوقنا في العيش والسلامة و الايفاء بالتزاماتهم تجاه النساء العاملات بالقطاع غير الرسمي ومجتمعاتهن في اطراف الخرطوم، حتى النساء خالرج إطار الإتحاد وعضويته، و تقديم مساعدات لهن في ظل استمرار سريان حظر التجول والعمل علي التعاون مع الاتحاد فى تقديم المعونات والسلع الاستهلاكية لأسر نساء الاتحاد وتضمين مناطق الخرطوم الكبرى الهامشية وجميع المجتمعات المهمشة بكل السودان ضمن خطط الوعي الصحي من الوباء و متطلبات الوقاية من صابون ومطهرات وأقنعة واقية. ونطالب جميع فئات المجتمع السوداني بالتضامن معنا وضم أصواتهم وجهودهم إلي صوتنا في المطالبة بالحقوق المشروعة.



اللجنة التنفذية للاتحاد التعاوني النسوي عنهم

عوضيه محمود كوكو

فائزة إسماعيل الفكي

سعيدة يوسف تيه



الجمعة، 15 مايو 2020

المغتصب كان صحبي



شهادتي عن اغتصاب فتحي محمد عبدو لإحدى صديقاتي

في سبتمبر ٢٠١٧ رجعت الخرطوم في زيارات متقطعة لفترات أطول من المعتاد
قضيت أغلب وقتي بعد العمل بين منزلين للأصدقاء، أحدهم منزل صديقة عزيزة، وفي كلا المنزلين فتحي كان ضيف زيي أغلب الوقت ومن هناك بقينا أصدقاء

في نهاية سبتمبر ٢٠١٧ صديقتي كلمتني انو حصلت حاجة بينها وبين فتحي وإنها متضايقة من الحصل لأنها ما عندها رغبة الإستمرار في العلاقة وما عايزاهو يتعلق بيها وصداقتهم تفسد بسبب كدة
بالذات انها بتعتبرو أخ وصديق

من بداية أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر ٢٠١٧ فتحي أتكلم معاي كم مرة أنو أتوسط ليهو عند صحبتي أو أقنعها انهم يكونو في علاقة، وسألتها وهي ما كان عندها رغبة زي دي ووصلت ليهو الكلام دة. واستغربت اصراروا الشديد علي العلاقة دي في الوقت الي انا عارفة انو عندو علاقات مع شابات تانيات

في يوم عيد ميلادي ١٠ أكتوبر ٢٠١٧ مشيت زرت فتحي في بيتو حسب ما قال وبطلب منو في الديم قرب
محطة باشدار، وهو نفس المكان اللي اتصورت فيهو أغنية عاصم مكتول ما كاتل، ومنها مشينا بيت أحد الأصدقاء لانو أصحابي كلهم كانو ما بيردو وبديت أقلق عليهم انو حصلت حاجة وطلعت في النهاية حركاتهم دي بسبب تنظيم حفلة عيد ميلاد مفاجأة

في مرات بسيطة جداً ٤ مرات تقريبا خلال الشهور دي قضيت الليلة في بيوت أصدقائي منهم الصديقة المعنية بالشهادة واتصادف أنو فتحي كان موجود وفي كل المرات كان بيقول انو ماعندو حتة يبيت فيها فصاحب أو صاحبة المنزل كانو بيقترحو عليهو يبيت الليلة كضيف عندهم. فتحي ما كان مساكن صديقتي، كان بتسمح ليه يبيت مرات للسبب دة.

في تاني أسبوع من يناير ٢٠١٨ كنت في رحلة عمل خارج السودان راسلني فتحي وقال انو في حاجة سيئة جدا حصلت وهو محتاج تدخلي. ما اتكلمنا في تفاصيل لكن قال لي انو الصديقة زعلانة جدا منو وهو ما عارف يتصرف كيف.

رجعت الخرطوم آخر يناير في زيارة ٣ أيام اتكلمت مع صديقتي بالتلفون وقالت لي انا ما عايزة اسمع اسمو ولمن الاقيك بحكي ليك
اتفقنا نتلاقى في كافيه في العمارات، و كلمت فتحي انو حأكون في الخرطوم عشان الاقي صديقتي وكنت طالباهو مبلغ مالي وهو قال حيجيبو لي جنب الكافيه بعد اخلص من مقابلة صحبتي

وصلت الكافيه وسألت صحبتي عن الحاصل، كان واضح جداً انها ما كويسة، وحكت لي انو اغتصبها وهي كانت بتقاوم وفي النهاية ما قدرت تبعدو، وأنها من يومها بتعاني من ارق وحالتها النفسية سيئة جدا
حكت لي انو تاني يوم الصباح كانت متضايقة ومصدومة جدا وما قدرت تتكلم معاهو والعصر طلبت منو يزح من وشها ومرق فعلا من البيت
كانت صدمة بالنسبة لي لانو الجريمة دي جات من صديق ومن شخص ختينا ثقتنا فيهو
فتحي جا الكافيه ونحن لسة قاعدين وقال انو قروشو راحت، وطلبنا منو انو ما يقعد معانا، وقلت ليهو لو لقى القروش قبل ما أسافر يجيبها لي البيت

بعدها علاقتي بيهو ما اتقطعت، لكن الثقة بقت معدومة من جانبي، وكنت بحاول بإصرار أعرف جانبو من الحكاية لحدي ما حكى لي الحصل في أغسطس ٢٠١٨ في رسايل صوتية في فيسبوك ماسنجر

ودة ملخص القالو:
١. بدأ بي مقدمة انو كان في علاقة الانتي عارفاها وانتهت ديك وانو الصديقة بس نهت العلاقة وهم فضلو أصحاب.
٢. هم كانو في زيارة لصديق تالت كان في اجازة في الخرطوم، لاحظ انو في تقارب بين الصديق الجديد دة وصحبتنا وغار جدا لانو كان سامع كلام انها لاقتو كم مرة خلال الاسبوعين الفاتو وهو كان احساسو بي شكل علاقتو مع صديقتي انهم couples
٣. أتضايق وأصر يرجع البيت وهو اليوم داك كان بايت في بيت الصديقة قامت نهت الزيارة ورجعت معاهو رغم انو كان واضح انها دايرة تقعد وتواصل الزيارة حسب كلامو
٤. بي كلماتو قال انو هي كانت معترضة أثناء ما هو بيمارس معاها لكن هو بالنسبة ليهو الموضوع كان عادي وقال "كنت طاير شديد"
٥. قال انو الصباح حصلت مواجهة بيناتهم انو الحصل شنو، وانو الحصل ما اتسمى اغتصاب، لكن هو قال انو الحصل عادي وهي احتجت انو ما عادي وبعداك قال انو حاسي بالذنب.
٦. قال حس انها غضبانة جدا كانت، لكن هو ما قال ليها انو هو عمل كدة لانو كان في " signs" انها دايرة
٧. في نهاية يونيو ٢٠١٨ صديقتي راسلتو وقالت ليهو انها ما مسامحاهو علي الاغتصاب، دي أول مرة تواجهو وتسمي الحصل اغتصاب، وهو اتصل بي وقال انو "ما دسيس". انا كنت عارفة انها واجهتو وطلبت منو انو ضروري نتكلم ويوريني الحصل شنو. وما اتكلمنا في الموضوع لحدي شهر اغسطس
٨. هو انكر تسمية الحصل انو اغتصاب رغم انو في النقطة رقم ٤ قال بوضوح انها كانت رافضة وقالت ليهو بس هو قرر انو ما يسمعها
٩. قال بوضوح انو ندمان انو "الحاجة دي حصلت كرد فعل لحدث معين" وانو ما كان مفروض تحصل
١٠. قال انو هو اعتذر للصديقة اكتر من مرة وانو أخطأ "زيو وزي بقية الناس يعني"

من جانبي طالبتو:
١.يسمي الحاجات بمسميتاها وانو الحصل دة اغتصاب
٢. الاغتصاب ما غلطة بتتجاوز بالاعتذار، دة جريمة وفي أي بلد غير السودان بتكون عقوباتها وخيمة
٣. بما انو مافي معالجات قانونية عادلة يبقى بعد يعترف ممكن نتفاكر في الجزاء أو المعالجة الممكن تحصل

ومن الوقت داك ولي شهور كتيرة ما اعترف بي جريمتو، ودة السبب الخلاني اوقف تعاملي معاهو تماما،

فتحي بيدعي انو ما عندو فكرة عن موضوع الاغتصاب وأنها حفلات شواء وشمارات مدورة، بجانب كل الحاجات المذكورة فوق، عندي فيديو من اعتصام القيادة يوم ١١ أبريل، كنت بصور في الجماهير بعد السقوط جا فتحي قال لي سقطت يا يسرا قلت ليهو
عقبال تسقط انت زاتك

هو حاول في أغسطس ٢٠١٨ يبرر لي الحصل بالعواطف حقتو تجاه صديقتي، روايتو الفوق دي ابعد ما يكون عن تعبير عن عواطف، دة انتهاك بهدف فرض السيطرة والاذلال

حاليا المغتصب داخل في دور الضحية وانو معايشو وسمعتو اتضررت، وبالمقابل نشر مجموعة من الأكاذيب واستغل سلطاتو الذكورية واستعطف الناس باستهداف شلليات الخرطوم للهامش

تضامنت معاهو جماعات من الذكوريين، المجرمين اصحاب السوابق أو المجرمين اللي ما لقو فرصة لسة وعدد مقدر من البنات البيحفظو مكانتهم في المجتمع دة بالتدليس للسلطة الذكورية

فتحي مغتصب لكن هو ما الوحيد في دوائر النشطاء، هو البعرفو معرفة شخصية خلتو يجيب اثباتات على نفسو، وهو برضو من القلائل اللي ضحيتهم ما سكتت ودي حاجة شكلت تهديد لي وضعو الاجتماعي

ولن نصمت أمام صياح المعتدين أصحاب السلطة

الدور جاييكم واحد واحد وان طال الزمن

الثلاثاء، 12 مايو 2020

غيبوبة

دائماً أسير ببطء
لذلك أحياناً تسبقني بخطوات نحو المجهول
في العادة تبطئ قليلاً
تنتظرني
لكنك هذه المرة مضيت وحيداً
معتذراً "أنا مجبور"
بكيت يومها كما لم أبكي من قبل ولا بعد
كررت أسفي واعتذاري على تعبيري عن عجزي وعن رهقي يومها
ووعدتك
لن أذهب بعد اليوم لأي مكان
لا يهمني العمل
لن أنام
سأبقى فقط بقربك ومعك
جاء صوتك بعيداً "ما اتفقنا على كدة، خلينا ما نتناقش هسة"
لأعوام يا حبيبي وأنا أعيد تعريف الأيام
الأحد، العشرون من كل شهر هو يوم الغيبوبة، آخر مرة أسمع صوتك، آخر مرة تبتسم لي وأنا أردد بقلق وعصبية "سامعني يا وللي؟"
يومها أعترضت قليلاً على نقلك للعناية المكثفة، لقد أخبرتني منذ أيام أنك لا تريد التعرض للتعذيب، لكن سرعان ما بدلت رأيي عندما أخبرني الطبيب أنك ستموت خلال دقائق عشر أو أقل إن لم أوافق على التحويل فوراً، وأنه ربما ستكون لديك فرصة للنجاة.
الأحد، السابع عشر من كل شهر، يوم علمت بإصابتك بالسرطان، تفصلني منك آلاف الأميال، لن أكون بقربك حين يخبرك أعز أصدقائك بذلك
الأحد، الرابع من كل شهر، يوم خضعتَ لجراحة القولون، كنت خائفة ومدركة أنه لا مجال للانهيار، قررت أن آكل وأعد الدقائق حتى تنتهي ساعات الجراحة السبعة

الإثنين، الحادي والعشرين من كل شهر يوم المحبة والتقدير والغناء بصوت أجش
قرأت لك الرسالة التي خبأتها عنك منذ أشهر ست،
يومها آمنت أنك باقٍ للأبد، وأنك ستشفى
فالذي يبقي تلك السيدة على قيد الحياة بعد غيبوبة مستمرة لأربعة سنوات حتماً سيبقيك حياً
ستستفيق يوماً ما
وستخبرني أنك أستمعت لدندناتي وثرثرتي لا المتناهية 
هل تعلم الآن كم أحبك
هل تسامحني على قلة التعبير عن الحب، عن سوء تنسيق احتفالات الميلاد
ستدرك كل ما يحدث الآن، كما أدركت والدة الدكتورة سلامة كل شئ بعد استفاقتها من غيبوبة دامت شهراً

الإثنين، الثاني من كل شهر، الإستعداد للفرح
إسمح لي يا حبيبي أن أغيب لساعات 
أهيئ فيها المنزل لاستقبالك والإحتفاء بتجاوزك الوعكة
لقد تجاوزت المحن
فشل وظائف الكبد والجلطات الدموية وكل ما صاحبهما من آلام 
أنت الآن بخير
سنعود للمنزل صباح الغد، هذا وعد من الطبيب
وددت حينها لو ألتقيت بالطبيب الذي أخبرني منذ خمسة أيام أنك معرض للوفاة المفاجئة في أية لحظة
وددت لو أخبره كما كان مخطئاً، فقد تعافيت الآن 
لم يخطئ الطبيب
لكن هذا تأثير الإثنين يوم الأمل الزائف
هكذا يا حبيبي أعيد تعريف الأيام


الجمعة، 29 نوفمبر 2019

في تأبين المحارب

الحضور الكريم
مساء الخير

أعزي نفسي

أعزي الأحباب، الأصدقاء، المعارف ومن لم يعرفو وليد ولكن لم يبخلو عليه بالدعوات والأمنيات والتعاطف،
أشكر الجميع على التعازي والمواساة وكل من ساندنا طوال رحلة العلاج.

اليوم نلتقي، نحن أسرة وأصدقاء ومعارف وليد النقر لنتآسى ونتناسى مرارة الفقد ليس فقط عبر الاحتفاء بحياة وسيرة عطرة،

ولكن بتذكير أنفسنا بكل القيم الإنسانية التي بذل حياته في الشدة والمرض للدفاع عنها،

نحتفي اليوم بالمحبة غير المشروطة وأهمية التعبير عنها بشتى الطرق،

عُرف عن وليد تعبيره عن حبه لي،

شريكته، حبيبته وصديقته على الملأ وفي كافة الوسائط وهي ممارسة تكاد تكون غائبة في مجتمعنا،

قدمني للجميع كشريكة مثالية، وانا أعلم في قرارة نفسي كل هناتي ونواقصي التي لا ترقى لمثاليته،

الحقيقة هي أنني أحبه لأنه أهل لذلك. وشاكرة للأقدار التي جعلتني أتوقف لأحيي بعض المعارف ومعهم وليد عند بضع أمتار من هنا، في شارع المين مطلع العام ٢٠٠٤.

تلك اللحظة منحتني الحياة كما أعرفها اليوم.

كان وليد دائم الرعاية والاهتمام بكل من عرفه، تجلى ذلك في سؤاله المستمر عن أدق تفاصيل أصدقائه وصديقاته، ومشاركتهم في البحث عن حلول لمشكلاتهم وبالمقابل كسب حبهم واهتمامهم،

أحسن الظن بالجميع وعاملهم بلطف وعناية، كان شغوفاً بكل ما يؤمن به وبكل من أحبهم،

امتاز بالصدق والنزاهة والشجاعة، كان صادقاً مع نفسه، ونزيها في كل تعاملاته، شجاعاً لا يخشى المواجهة أوالاعتراف بالخطأ حين حدوثه،

متفائلاً، يهم بالحلول دون التعلق في سوء المعضلات وعِظمها،

آمن وليد بالمساواة، وبأن الشخصي هو السياسي لذلك كانت حربه الأولى لتطويع الذات ضد ظلام الموروث والمعتقد، متسائلاً عن ماهية الأشياء.

عَمل ضد النظام الشمولي الإسلاموي العسكري، لما ألحقه من دمار وظلم في مجتمعنا،

أعلى وليد قيم التضامن مع كل أصحاب القضايا والمطالب العادلة بالعيش الكريم والرفاه،

وقيمة التضامن لديه نابعة من الإرث السوداني العظيم، ومن إيمانه بأحقية كل فئات المجتمع في الحصول على الرعاية من الدولة وهو ما كان ولا يزال معدوماً

آمن وليد بالمساواة النوعية وبأن النساء أنداد الرجال في الفضاء الخاص والعام،

دافع عن حقوق الأشخاص ذوي الأعاقة، من منطلق أن الإعاقة إختلاف وتنوع بشري وعلى البشر صانعي القرار أن يعملوا على خلق بيئة تلائم هذا التنوع،

وعند تشخيصه بالسرطان حول أزمته الذاتية لمهرجان للتوعية بأهمية الحق في العلاج وضرورة توعية المجتمع والأسر بماهية السرطان،

"السرطان ليس بقاتل ولكن القاتل انعدام الدواء" كان هذا شعاره

وليد المحارب خسر المعركة، لتخلف المعارف البشرية عن الوصول لعلاج ناجع، فقد تلقى أفضل رعاية معروفة حتى اللحظة لمن هم في حالته،

وليد خسر معركته مع السرطان، ولكنه كسب الحياة بالمحبة والعمل والإيمان حتى في أحلك الظروف وهو ما يهم،
فالموت هو نهاية كل الأحياء و ما يهم حقا هو ما نفعله على هذه البسيطة،

كان وليد دائم الهم بشؤون الوطن، أخفى عني تنويمه بالمستشفى فجر التاسع من أبريل حتى لا أتقاعس عن حضور اعتصام القيادة العامة التاريخي، ولم يكف أبداً عن الحلم بتأسيس سودان يعمه الأمن والسلام والعدالة،

أضع في وجداني كل هذه القيم، ونحن في طور الانتقال من سودان الخراب الى السودان الذي نريد

وصوب ناظري الكرامة والرفاه للسودانيين والسودانيات وكل اللاجئين والمهاجرين الذين اتخذوا من هذه الأرض وطنا لهم،

أشارك وليد وعدد مقدر من السودانيين والسودانيات، الحلم بدولة رعاية اجتماعية يتساوى فيها الغني والفقير،

أشارك وليد وعدد مقدر من السودانيين والسودانيات، مخاوف الاستمرار على نهج النظام البائد وتجريع الجميع كأس الليبرالية الجديدة،

وليد لم يكف عن الأماني والعمل طوال حياته القصيرة، وأدعوكم جميعاً لمواصلة الحلم والمثابرة في العمل.

الشكر لكل الحضور الكريم وخاصة الفريق العامل على هذه الفعالية

ممتنة للجميع بالمحبة

ودمتم في أمان الله

٢٦ نوفمبر ٢٠١٩
جامعة الخرطوم، نجيلة كلية الآداب


فيديوغراف
سيرة محارب
وليد النقر
٢٨ مايو ١٩٨٠- ٢٢ أكتوبر ٢٠١٩
https://youtu.be/0qbUWLxqZpg


الأحد، 14 يناير 2018

7 Sudanese opposition and civil society figures who think it is ok to beat young women if you are handsome, university professor, wealthy privileged man



On 10 January, a video showing Gasim Badri, the head of Ahfad University for Women (AUW) grapping a student, slapping and beating her, went viral. The violated student was in crowd allegedly protesting the prices hike in the campus cafeteria. The video was shocking for many Sudanese social media users who condemned the violent act, specially with the reputation of Ahfad University for Women as the homeland for women empowerment, gender equality and feminism studies. The video found its way to regional media channels such as Aljazeera, Sky News Arabia, and BBC Arabic.
The physical abuse in the video was not shocking for AUW alumni and students. Many of them said this is a normal practice which they accept and survive in many occasions. Many argued that Gasim whom they call Baba Gasim, is their second father and he is allowed to physically punish and discipline them.

Two days later Gasim Badri spoke to local newspapers saying that he will not apologize and there is nothing wrong with beating up his students. He justified his action and referred to Quran versus that says a husband can beat his wife to discipline her. He also affirmed that he will slap them again.

In spite of the evidence of brutality in the video and Badri’s acknowledgement of his acts, many stood by his side. Among the crowd who defended Gasim Badri are opposition and civil society figures who miss no chance to speak about human rights and condemn violence against women, specially when the perpetrator is pro government. Most of them they started their speech by saying we are not defending Gasim Badri and followed it with but which means they accept it in certain instances. Below is an initial list of Gasim Badri supporters:

1. Yasir Arman: Deputy of Sudan People'sLiberation Movement /North Agar
The leader in the oldest rebel group in Sudan issued a press release saying that Gasim Badri is one of us not them ( probably he is referring to the ruling regime). He described the act as old school in education and upbringing. He went further on defending the professor by saying the latter is able to be up to date in upbringing and education styles, in an attempt to emphasize on the professor's enlightenment. Moreover he claimed that security could be beyond the release of those videos to distract the public attention from the prices hike, which means violence against women in this instance is not a priority for him.
Source: Aljazeera


2. Nabil Adib Abdalla: prominent human rights lawyer and the winner of EU human rights prize.
Adib rolled himself in shame on 13 January. He came out to tell us that we need to look at the bigger picture, and Gasim was forced to act this way in order to protect the students from the state violence that they will face if the stepped out of the university campus in protest. He ignored the fact that physical abuse of student is a pattern for Badri and not isolated incident. In his defense/ justification of Badri's abusive attitude, he normalized guardianship concept, and the notion that women are unaware of the consequences of their actions therefore it is ok to restrict their freedom of expression. Even worse he used the quote “sometimes love kills”, which is a romanticization of partner violence and femicide. It worth noting that Adib publish a weekly article on issues of law and human rights in Sudan and he wrote several times on violence against women, physical abuse and freedom of expression. 
Source: Altaghyeer

Ironically, Ammar Nagmeldin a politician who criticized Arman for defending Badri stood by Adib who defended the professor as well. If this would tell us anything it would be that Nagmeldin cares only about his political dispute with Arman.



3. Professor Balgis Badri: The head of the Regional Institute for Gender, Diversity, Peace and Rights, leading figure in Sudanese women movement and Gasim Badri's sister.
She told Sky News Arabia that the video (which clearly shows her brother running to grab the student and beating her up) doesn’t reflect the truth. She explained that Gasim was kicked by the student and he immediately apologized and kissed her forehead after attacking her. However the video neither show that he was being attacked nor his apology. Her commentary ignored the testimonies of Ahfad affiliates that this physical abuse is normal and stemming from Gasim paternal authority in the university. The same paternal authority that feeds patriarchy which professor Balgis teach students to dismantle. The attitude of apologizing after violence is a stage in the cycle of violence that she teaches in her course.
Source. Altaghyeer


4. Zeinab Alsadig Almahadi, Member of No To Women Oppression and the daughter of Alsadig Almahadi, National Umma Party leader
She wrote 6 out of seven paragraphs praising Ahfad and Gasim Badri. She dedicated one of the paragraphs to describe how handsome and good looking is he and only one sentence vaguely rejecting violence.

Source: Hurriyat


5. Tayseer Alfatih: university staff at gender institute of AUW. She spared no effort in defending Gasim Badri and called out the students for being undisciplined.
 

6. Sara Jalal: fashion designer, media personality and columnist, AUW alumna
In defense of Gasim Badri she said Ahfad was founded on care, guardianship and paternal authority.
She also mentioned that Gasim Badri cannot be harasser (in response to the photo below) because he is handsome and a graduate of American University in Beirut.
She posted on Ahfad students and alumni Facebook group shaming and cursing the anonymous student who recorded the video.
Source: anonymous
Source: Youtube

7. Sawsan Alshowaya: politician, women rights advocate
She clearly defended the professor without addressing the incident itself. She defended him and condemned violence generally in two sentences out of six paragraphs of praising him.
Source: anti dams youth committee,FB page



Those crowd of supporters are making us take note: women dignity and status as an equal citizen will get no better after regime change.