الخميس، 3 مايو 2012

أماكن للرجال فقط

في طريق أسلكه يومياً ، أمر بمجمع "مشيرب/ الديار القطرية" تحت التشييد ، واجد نفسي انظر الي الملصقات الاعلانية على طول سور المشروع ، وقد لاحظت قبل مدة ليست بالقريبة وفور عرض هذه الملصقات ، انها تعكس حياة لم أراها قبلاً في السودان ، من ناحية شكل المباني والموديلز ومحاولة محاكتهم لحياة الرفاهية ،


واعلانات كهذه ؛ تحاول ان ترسم صورة لحياة نجد فيها صوراً لنساء وفتيات كأمهات ، زوجات وطفلات كجزء من العائلة ، وأكثر ما يزعجني في هذه الاعلانات ، تنميط صورة النساء حيث يكن غاية في الجمال والاناقة ولكن ضمن اطار "المنزل" فلم أصادف موديل في اعلان تحاكي صورة امرأة عاملة ولم أر موديل رجل يحاكي حياة أب او زوج ، عموماً هذه ليست دهشتي الكبرى من هذا الاعلان.


بعد أيام قلائل ، لاحظت أن صور جميع النساء والفتيات في هذا الاعلان قد تم اخفاءها باللون الاسود ، رغم ارتدائهن للحجاب ، في اوضاع عادية جداًحسب تقديري يمكن ان نراها في الشارع العام ، الحدائق ، التلفزيون القومي ،...


ظاهرة اخفاء صور النساء في الاعلانات بالاسبراي الاسود ليست جديدة ، وقد لاحظتها مسبقاً في اعلانات ام تي ان ، التي استهدفت صور المغنيات نجمات برنامج أغاني وأغاني الذي يذاع يومياً في رمضان وعلي مدى سنوات سابقة.


أي عقل مريض هذا الذي يجعل صاحبه مشغولاً بتتبع وجوه النساء في الاعلانات ، وترى كيف يتعامل هذا العقل مع حقيقة ان النساء (لهن وجوه حقيقية واجساد حية) هن بشر يأكلن الطعام ويمشين في الاسواق.


ما أثار استغرابي اليوم تحديداً عند تدقيقي على دعاية "مشيرب" مجدداً هو الغياب التام لأي مظهر نسائي عن الاعلان ، واظن ان ذلك وسيلة لضمان استمرارية الاعلان دون تشويهه ، فما ذنب الشركة أن تتكبد كل هذه الخسائر في اعلانات مشوهة ، بالمقابل فقد اوحى لي الملصق بأن هذا المكان مخصص للرجال فقط ، وبعدها اجتررت عدداً من الذكريات لمواقف قد تتعرض لها أي فتاة او امرأة تتجرأ بمغادرة عتبة بيتها في هذا السودان.


احد هذه المواقف حدثت اثناء رحلة سفرية لإحدى الولايات ، وفي طريق العودة الي الخرطوم توقف البص عند كافتيريا ليرتاح المسافرون والمسافرات قليلاً ، وقد قررت حينها وصديقة لي دخول هذه الكفتيريا لتناول بعض الشاي ، وكان المشهد كالاتي:


مكان مكتظ بالرجال "كالعادة في اماكن الاكل والشراب" و ست شاي ، وفور دخولنا الكافتيريا اتجهت انظار جميع الحضور نحونا ، بعضها ابدت استغراباً ، بعضها غضباً (ارجح ان هذه الفئة من مؤيدي الاسبراي الاسود) والبعض الاخر ابدى فضولاً لا متناهي ، ما كان غريباً أيضاً عدم وجود أي امرأة من المسافرات داخل الكافتيريا ، وأكاد اتفهم ذلك ؛ اذ ان الجميع (واشدد على كلمة الجميع ) في هذا المكان يظن ان الطعام مخصص للرجال فقط والنساء لا يجب أن يأكلن ، وان رغبت احداهن بذلك فعليها ان تستجدي عطف أحد المسافرين ليجلب لها شيئاً.


أكاد اتفهم تلك النظرات فقد شكل دخول امرأة للكفتيريا تحدياً سافراً لإستجداء العطف ، ومهدداً "للحنك في البص" وانتهاكاً لسلطة الرجال في هذه الاماكن.

ملحق : خبرتناقلته الصحف عن تصريحات جديدة للبرلماني الشهير بمنع الفنانة شيرين من اقامة حفل في السودان

http://alrakoba.net/news-action-show-id-54772.htm

الخرطوم :محمد شريف :

أعلن دفع الله حسب الرسول البشير، النائب البرلماني وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني واستاذ التربية بجامعة افريقيا العالمية مواصلته في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسودان،وجدد التزامه بمنع دخول اية فنانة الي البلاد لاقامة حفلات ساهرة راقصة وسفر اية فنانة للغناء باسم السودان في المحافل الدولية، مبينا ان البلد في حالة حرب وتعبئة واستنفار،وقال في حوار من داخل قبة المجلس الوطني ينشر يوم غد الجمعة ان الفنانة شيرين عبد الوهاب لن تغني بأرض السودان حتي لو كان عائد الحفلات المادي تستفيد منه قري دارفور او اطفال السرطان لان الله طيب لا يقبل الا طيبا و لايقبل حتى حج وتلبية المسلم الذي يحج بأموال غير مشروعة ،ونفي دفع الله ما صرحت به شيرين لوسائل الاعلام العربية عن تأجيل حفلها باستاد الخرطوم الي وقت اخر لاسباب امنية، وقال ان شيرين تم منعها رسميا بإجماع رئيس واعضاء البرلمان ووالي الخرطوم، مبينا ان وصولها للخرطوم كان سيؤثر سلبا في معنويات الجيش السوداني الذي يقاتل الاعداء في هجليج مشيرا الي محاسبة كل مسؤول ساهم في تسهيل اجراءاتت دخولها للبلاد عقب الفراغ من الحرب، موضحا ان المغني زرياب كان سببا في سقوط الاندلس وكوكب الشرق ام كلثوم كانت سببا في هزيمة المصريين امام اليهود، ودعا قناة النيل الازرق الي ايقاف بث برنامج اغاني واغاني في رمضان. وناشد دفع الله حسب الرسول، الشركات الكبري بسحب صور النساء من الشوارع الرئيسة والاعلان للسلع والبضائع المختلفة بطريقة اسلامية ونصح الشباب بضرورة اكمال نصف الدين والتعدد في الزيجات التي تخرجهم من الفقر الي الغني، وشدد على ضرورة ايقاف الورش والندوات التي تنادي بختان الاناث، متهما الامم المتحدة بتمرير قانون سيداو بالقطاعي ومحاولة مساواة المرأة والرجل في الميراث، وقال في سؤال حول مدي تطرفه وانتمائه الحزبي والطائفي انه مسلم يأخذ من ايجابيات السلفية وانصار السنة والصوفية والحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني .


الصحافة


أتاري ناس الاسبراي الاسود ما براهم 

هناك 5 تعليقات:

  1. محمد نصرالدين تركيا يا يسرى نحنا السودانيين عندنا مشاكل فى التعامل مع المراة ويجب علينا نحل هذه المشاكل ولكن بشرط ان لا تخل باسلامنا ومجتمعنا المحافظ

    ردحذف
    الردود
    1. بخصوص اعلانات فيها صورة بت او امرأة ، ترتدي زي يمثل ما يرتديه عامة الشعب من النساء في وضع غير مخل لا اجد في ذلك تعارضاً مع الاديان بما فيها الاسلام ، او ثقافة مجتمعنا السوداني ، وكذلك ارتياد الكفتيريات ‘ لكن ماأجده شاذاً ان تتفرغ عقليات فقط لمتابعة صور النساء وغالباً ما تبرر هذا الفراغ والتفريغ للدين.

      من ناحية أخرى أتساءل ما هو تعريف المجتمع المحافظ ولم اعتقد يوماً ان الاسلام قد أخل بحقوق النساء وهو دين مساواة ، ولكن ما حدث هو التفسيرات والتبريرات التي اوجدها المجتمع لتديين قهر النساء

      حذف
  2. العزيزه يسرى: خاطرتك هذه ذكرتني بملاحظات كنت أحتطفظ بها لنفسي عن عنصريه الاعلام في السودان: كنت دائما اسال نفسي: لمذا لا أرى جنوبيين في دعايات السكراتش والمكرونه. لماذا لا أرى مذيعات لونهم كلون أغلب نساء بلدي، لماذا لا تعكس الفضائيات تعدد السودان وتنوع اعراقه؟ يبدو أن الجنوبيين كان معاهم حق يقولو لينا شتات يا فرده! وما افتكر في واحد حى يلوم أهل الغرب أو النوبه لو قالوا لينا سي يو ليتر!

    ردحذف
    الردود
    1. الاعلام يكرس لصورة المرأةربة المنزل فاتحة اللون ذات الملامح العربية وكأنه الوضع المثالي ، الحاجة دي بتشكل ضغط على كل النساء باختلاف ثقافاتهم ، زي نموذج باربي في ثقافة الغرب

      حذف
  3. كيف يعكس الاعلام صورة النساء السياسيات http://www.youtube.com/watch?v=I58G5_2qmcI

    ردحذف