يوم الاربعاء الفات،
افتكر انو الحتة ديك نهاية شارع الستين
الساعة 10 ونص بالليل
عايزة امجاد توصلني البيت في بحري، كنت نعسانة وأمي قلقت عشان لسة ما رجعت
كالعادة..
هايس جات ماشة، بعدها عربية صغيرة..
تحرش وقلة أدب،
وطبعا ما أظن حأركب أول أمجاد!!
أكيد سواق الامجاد حيقول الدنيا ليل والقصص المتخلفة ديك كأنو مسافة الشارع بين الليل والنهار بتزيد،
وحيتخيل اني عشان لابسة بنطلون ما عندي خيار تاني غير الأمجاد حتى لو قال داير ضعف القروش.
غايتو أخير أتفش في أول واحد يقل أدبو، حيكون جابو لي نفسو براهو..
امجاد بيضا مكعكعة قطعت أفكاري
"سلام، ماشة بحري، أها بيكم" قنعانة طبعاً بعداك مافي حيل للنقة
"وعليكم السلام، 35 جنيه"
0_O
"آآآ ؟؟؟؟ إنت جادي؟؟ 35؟؟" اتخيل لي اني سمعتو غلط
"35؟؟ المشوار دة بعيد لكن" مااااا عوايدك ياختي غالاطة كل مرة
"هسة أقول ليك 50 تقولي لي بمشي بالمواصلات ما دايرة، اتفضلي اركبي"
ركبت وانا مندهشة ومتشككة، أول علامة انو الباب أبى يتقفل وكلو مفرتق من جوة
الله يوصلنا بالسلامة، المهم انها ما شكلها أمجاد أمنجية
لمحة سريعة في وش السواق بي المراية قبل ما أقعد،
في بداية الاربعينات، أسمر شوية وشكلو زي حالتي شغال من الصباح
هو: "هنا.. فكوا فينا رصاص.. رصاص حي.. دايرين يقتلونا كلنا،الناس طلعو عشان جاعو.. تقتلم؟؟ تقتلم؟؟"
صوتو كان منفعل شديد،، لدرجة كواريك كدة
0_o
دهشة
أأخ من السيرة دي انا لي كم يوم عندي محاولات جادة للنسيان
انا: "لا حولا.. ان شالله ما يكون مات ليك زول قريب؟؟"
هو: "لالا جات سليمة المرة دي.. لكن كانو قاصدين يقتلونا"
ما تنداحي.. يقتلونا منو.. هسة كلامو دة تعبير صادق عن المشاعر ولاجس نبض؟؟ الله يوصلني دايرة أنوم أنا
وبكل براءة "منو القاصدين يقتلوكم ياخوي؟؟ ليه؟؟ انتو سويتو شنو؟؟"
انفعل زيادة " ما سوينا حاجة ياخي.. انتي ما سمعتي خطاب البشير، ماشفتي الغلاء دة؟؟
انا كنت قايل البشير دة زول بسيط زينا.. عارف حالنا وبيحاول يعني بس الحوالينو كعبين يجي يقول لينا الناس العندهم 5 عربات والهوت دوق.. ما عارف انو الشعب دة الكسرة بقى ما لاقيها؟؟ الزول دة قاعد في عالم تاني"
صمـــــــــت زي دقيقة كدة
هو: "بعداك اضربونا نار ليه؟؟ عشان طلعنا مظاهرة في حلتم؟؟ كلهم ساكنين قريب للشارع دة هسة بوصف ليك بيوتم كلهم،
نافع وعوض الجاز وكامل ادريس وعلي عثمان والترابي لكن كامل ادريس دة ما زيهم، زول متعلم وعندو عمارة عادية بي جاي
ديل ساكنين في قصور محصنة
يطلعو الشارع بالعربات المظللة عشان ما يشوفوا زول ولا زول يشوفم عايشين كيف
هسة دة دين؟؟ ياتو اسلام دة البخليك تجوع ناسك وتقتلم؟؟ والله لو كانت المظاهرات دي استمرت زيادة كان ضربونا بالطيارات"
"ان شالله ما يكونو قتلو ليك زول بتعرفيهو"
انا: "لا ما بعرف لي زول استشهد، لكن الفقد واحد"
انا لسة فاتحة عيوني وخشمي، ومخي شغال مسجل ما داير يفقد معلومة أو ينسى احساس،
الزول دة كان زعلان شديد، كلامو زي الشكلة، عاين لي كم مرة بالمراية
اتخيل لي انو افترض من شكلي، اني ما كوزة
وأي زول ما كوز، أكيد ضد المجزرة الحصلت
انا: "طبعاً هم ما قصدوا يقتلوا الناس عشان المظاهرة جنب بيوتم، هم قتلوا الناس الطلعو المظاهرات في كل الحتت،
انا سمعت انو في ناس كتار ماتو في بحري وامدرمان، وقتلوالناس قبل سنين في الاطراف، هسة انت ما قلت لي عرفت بيوت الناس ديل كيف؟"
هو: "القصوردي بتغبانا؟؟ وحراسات وهيلمانة؟؟ هم القروش دي جابوها من وين؟ عرباتم الخمسة من وين، ما كلو من حقنا، وقالو لينا هي لله هي لله"
"...بعدين شفتي... الدين الاسلامي دة واحد.. الا الحركة الاسلامية دي بقت زي حركات دارفور.. كل يوم عندهم فصيل منشق عندو مطالبو وبتفاوض يا مع الحكومة الكان فيها يا مع المعارضة.."
انفعال شديد
هو: ".. اصلاً البلد دي خربوها الصادق المهدي والمرغني.."
سرحـــــــــــــــــــــــة، سيرة الاتنين ديل بتجيب لي كوابيس
هو: "طبعاً القوات بتاعت نافع دربوها في ماليزيا، وروهم ييقتلو ويخربو كيف، ..."
انا: "انت عرفت كيف؟"
الناس كلها عارفة
"اها" نظرة انا ما عارفة
صحي الناس كلها عارفة، ولا الزول دة عارف براهو، يا ربي أكون أمنجي سابق؟؟ أو حالي؟؟
لالا ما أمنجي حالي دة زول مصدوم، مصدوم شديد
يعني الصدمة وعت الناس وعلمتهم قدر دة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناس في الخرطوم أغلبهم مصدومين، من مظاهرات سبتمبر والقتل الحصل فيها
الونسة بالظاهرات، الاستشهدو والاعتقلوهم، الجابوهم في التلفزيون من الحكومة والمعارضة بقت جزء من ونسة أي زول
من نسوان الحلة، للاصحاب، للناس البيتلاقوا أول مرة.
الفيسبوك في الشهر الفات بقى ساحة معركة كبيرة، ما معركة بين المناضلين والجداد،
بين كل الناس
في بوستات لمن اقراها لمن أضاني بتصن
افتكر ما عشان الناس بتحب المشاكل، او عندها كلام ممكن تطلع منو خلاصة مفيدة مهما كانت حدة لهجتو
لا، بس عشان الحصل كتير، وكان فوق طاقتنا التخيلية
مستوى الشكلات مع الكماسرة قل كتير على ما أعتقد، العدو بقى واضح
صدمتنا حتخلينا نثور تاني
بالنسبة لي، بكتب عشان ما أموت بالمغسة، لحدي ما يجي وقت الشارع