دائماً كان يراودني حلم الذهاب في رحلة استكشافية لأرض النوبة حيث أزور جميع القرى والجزر الصغيرة مروراً بقريتي "أقتري" وامتطي "الفلوكة" عبوراً الى جزيرتنا "أرتميري" اتنزه بين النخيل وأتسامر مع بلدياتنا ، واتعرف على هذا التاريخ العظيم ، بالرغم أصولي النوبية الا انني لم تتح لي فرصة معاشرة النوبيين "أصل بلادهم"
ولكن سرعان ما يتهاوى هذا الحلم ، واستيقظ لأعايش هذا الواقع المرير وأدرك أنه مجرد أضغاث احلام.
حاولات لمرات عديدة وخلال عامي الدراسي الاول بجامعة الخرطوم التقرب من رابطة أبناء النوبة (حلفاويين ، محس ، دناقلة ، سكوت) ليس لشئ سوى الفضول المقلق الذي يراودني تجاه معرفة هذه الهوية ، وها قد اتيحت لي الفرصة عبر معرض الثقافات السودانية 2004 ، والتقيت بعدد من ابناء العشيرة ولكن ما لم أكن أتوقعه هو سيل الاسئلة التي دائماً ما تخلص بنتيجة أنني نوبية غير أصيلة ،...
تلك الاسئلة التي تجعلك دوماً في موضع دفاع عن نفسك إثر الهجوم الشرس والتعصب البغيض واللوم علي جهلك بهذه الجنان ، بدلاً عن محاولة محو أميتك الثقافية ،...
الاسئلة التي تحاول أن تكشف مدى نقائك العرقي إذ أن الاصول النوبية أصول ملكية وما سواها عدم.
أصبت بخيبة أمل عظيمة بعد هذه المحاولة ، اذ كنت التمس العذر دائماً لكبار السن من الاهل والبلديات لتعصبهم وعدم اتساع افقهم ، ولكن أن أجد هذه العصبية بين شباب طلاب جامعيين هو ما كان صدمة حقيقية، وقد كنت أرى في الروابط الاقليمية نوعاً من التعددية الجميلة وضرورة أن يعكس أبناء الاقاليم ثقافاتهم لزملائهم في الدراسة في ظل غياب وتغييب المنابر الاخرى ( التلفزيون ، الاذاعة ، المناهج التعليمية) عن هذه الثقافات.
ما كنت أتمنى أن أجده هو فصول لتدريس اللغة النوبية برعاية رابطة أبناء النوبة وان تكون هذه الفصول موجهة للنوبيين غير الناطقين بالنوبية ومفتوحة لجميع السودانيين باختلاف اعراقهم ، وليس فقط تنظيم افطار رمضان السنوي واستقبال الطلاب الجدد.
أشعر بالاسى عند سماع القصة المعهودة ، وكيف أن الاستعمار أجبر النوبيين على استخدام اللغة العربية وكيف أن التلاميذ في الابتدائية كانوا يتعرضون للضرب عند تحدثهم بغير العربية ، وأجد هذه القصة مشابهة جداً لرواية أن سبب انفصال الجنوب هو سياسة الارض المقفولة ، ناهيك عن مرور نصف قرن علي الاستقلال.
بدلاً عن النواح علي لغتنا الآيلة للاندثار ، وثقافتنا المقصاة علينا أن نسعى لنشر وتخليد هذا الارث ، عدم التعصب لإثنيتنا والانفتاح علي ثقافات عانت أيضاً من التهميش والاقصاء.
ملحوظة: هذا المنشور ليس هجوماً علي النوبيين ، أو رابطة أبناء النوبة بالجامعات والمعاهد العليا ، ولكنه دعوة لآفق أكثر اتساعاً ؛ قادتني اليها احاسيس انسانية سودانية أصيلة قابلة للخطأ والصواب.
ولكن سرعان ما يتهاوى هذا الحلم ، واستيقظ لأعايش هذا الواقع المرير وأدرك أنه مجرد أضغاث احلام.
حاولات لمرات عديدة وخلال عامي الدراسي الاول بجامعة الخرطوم التقرب من رابطة أبناء النوبة (حلفاويين ، محس ، دناقلة ، سكوت) ليس لشئ سوى الفضول المقلق الذي يراودني تجاه معرفة هذه الهوية ، وها قد اتيحت لي الفرصة عبر معرض الثقافات السودانية 2004 ، والتقيت بعدد من ابناء العشيرة ولكن ما لم أكن أتوقعه هو سيل الاسئلة التي دائماً ما تخلص بنتيجة أنني نوبية غير أصيلة ،...
تلك الاسئلة التي تجعلك دوماً في موضع دفاع عن نفسك إثر الهجوم الشرس والتعصب البغيض واللوم علي جهلك بهذه الجنان ، بدلاً عن محاولة محو أميتك الثقافية ،...
الاسئلة التي تحاول أن تكشف مدى نقائك العرقي إذ أن الاصول النوبية أصول ملكية وما سواها عدم.
أصبت بخيبة أمل عظيمة بعد هذه المحاولة ، اذ كنت التمس العذر دائماً لكبار السن من الاهل والبلديات لتعصبهم وعدم اتساع افقهم ، ولكن أن أجد هذه العصبية بين شباب طلاب جامعيين هو ما كان صدمة حقيقية، وقد كنت أرى في الروابط الاقليمية نوعاً من التعددية الجميلة وضرورة أن يعكس أبناء الاقاليم ثقافاتهم لزملائهم في الدراسة في ظل غياب وتغييب المنابر الاخرى ( التلفزيون ، الاذاعة ، المناهج التعليمية) عن هذه الثقافات.
ما كنت أتمنى أن أجده هو فصول لتدريس اللغة النوبية برعاية رابطة أبناء النوبة وان تكون هذه الفصول موجهة للنوبيين غير الناطقين بالنوبية ومفتوحة لجميع السودانيين باختلاف اعراقهم ، وليس فقط تنظيم افطار رمضان السنوي واستقبال الطلاب الجدد.
أشعر بالاسى عند سماع القصة المعهودة ، وكيف أن الاستعمار أجبر النوبيين على استخدام اللغة العربية وكيف أن التلاميذ في الابتدائية كانوا يتعرضون للضرب عند تحدثهم بغير العربية ، وأجد هذه القصة مشابهة جداً لرواية أن سبب انفصال الجنوب هو سياسة الارض المقفولة ، ناهيك عن مرور نصف قرن علي الاستقلال.
بدلاً عن النواح علي لغتنا الآيلة للاندثار ، وثقافتنا المقصاة علينا أن نسعى لنشر وتخليد هذا الارث ، عدم التعصب لإثنيتنا والانفتاح علي ثقافات عانت أيضاً من التهميش والاقصاء.
ملحوظة: هذا المنشور ليس هجوماً علي النوبيين ، أو رابطة أبناء النوبة بالجامعات والمعاهد العليا ، ولكنه دعوة لآفق أكثر اتساعاً ؛ قادتني اليها احاسيس انسانية سودانية أصيلة قابلة للخطأ والصواب.