الجمعة، 15 مايو 2020

المغتصب كان صحبي



شهادتي عن اغتصاب فتحي محمد عبدو لإحدى صديقاتي

في سبتمبر ٢٠١٧ رجعت الخرطوم في زيارات متقطعة لفترات أطول من المعتاد
قضيت أغلب وقتي بعد العمل بين منزلين للأصدقاء، أحدهم منزل صديقة عزيزة، وفي كلا المنزلين فتحي كان ضيف زيي أغلب الوقت ومن هناك بقينا أصدقاء

في نهاية سبتمبر ٢٠١٧ صديقتي كلمتني انو حصلت حاجة بينها وبين فتحي وإنها متضايقة من الحصل لأنها ما عندها رغبة الإستمرار في العلاقة وما عايزاهو يتعلق بيها وصداقتهم تفسد بسبب كدة
بالذات انها بتعتبرو أخ وصديق

من بداية أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر ٢٠١٧ فتحي أتكلم معاي كم مرة أنو أتوسط ليهو عند صحبتي أو أقنعها انهم يكونو في علاقة، وسألتها وهي ما كان عندها رغبة زي دي ووصلت ليهو الكلام دة. واستغربت اصراروا الشديد علي العلاقة دي في الوقت الي انا عارفة انو عندو علاقات مع شابات تانيات

في يوم عيد ميلادي ١٠ أكتوبر ٢٠١٧ مشيت زرت فتحي في بيتو حسب ما قال وبطلب منو في الديم قرب
محطة باشدار، وهو نفس المكان اللي اتصورت فيهو أغنية عاصم مكتول ما كاتل، ومنها مشينا بيت أحد الأصدقاء لانو أصحابي كلهم كانو ما بيردو وبديت أقلق عليهم انو حصلت حاجة وطلعت في النهاية حركاتهم دي بسبب تنظيم حفلة عيد ميلاد مفاجأة

في مرات بسيطة جداً ٤ مرات تقريبا خلال الشهور دي قضيت الليلة في بيوت أصدقائي منهم الصديقة المعنية بالشهادة واتصادف أنو فتحي كان موجود وفي كل المرات كان بيقول انو ماعندو حتة يبيت فيها فصاحب أو صاحبة المنزل كانو بيقترحو عليهو يبيت الليلة كضيف عندهم. فتحي ما كان مساكن صديقتي، كان بتسمح ليه يبيت مرات للسبب دة.

في تاني أسبوع من يناير ٢٠١٨ كنت في رحلة عمل خارج السودان راسلني فتحي وقال انو في حاجة سيئة جدا حصلت وهو محتاج تدخلي. ما اتكلمنا في تفاصيل لكن قال لي انو الصديقة زعلانة جدا منو وهو ما عارف يتصرف كيف.

رجعت الخرطوم آخر يناير في زيارة ٣ أيام اتكلمت مع صديقتي بالتلفون وقالت لي انا ما عايزة اسمع اسمو ولمن الاقيك بحكي ليك
اتفقنا نتلاقى في كافيه في العمارات، و كلمت فتحي انو حأكون في الخرطوم عشان الاقي صديقتي وكنت طالباهو مبلغ مالي وهو قال حيجيبو لي جنب الكافيه بعد اخلص من مقابلة صحبتي

وصلت الكافيه وسألت صحبتي عن الحاصل، كان واضح جداً انها ما كويسة، وحكت لي انو اغتصبها وهي كانت بتقاوم وفي النهاية ما قدرت تبعدو، وأنها من يومها بتعاني من ارق وحالتها النفسية سيئة جدا
حكت لي انو تاني يوم الصباح كانت متضايقة ومصدومة جدا وما قدرت تتكلم معاهو والعصر طلبت منو يزح من وشها ومرق فعلا من البيت
كانت صدمة بالنسبة لي لانو الجريمة دي جات من صديق ومن شخص ختينا ثقتنا فيهو
فتحي جا الكافيه ونحن لسة قاعدين وقال انو قروشو راحت، وطلبنا منو انو ما يقعد معانا، وقلت ليهو لو لقى القروش قبل ما أسافر يجيبها لي البيت

بعدها علاقتي بيهو ما اتقطعت، لكن الثقة بقت معدومة من جانبي، وكنت بحاول بإصرار أعرف جانبو من الحكاية لحدي ما حكى لي الحصل في أغسطس ٢٠١٨ في رسايل صوتية في فيسبوك ماسنجر

ودة ملخص القالو:
١. بدأ بي مقدمة انو كان في علاقة الانتي عارفاها وانتهت ديك وانو الصديقة بس نهت العلاقة وهم فضلو أصحاب.
٢. هم كانو في زيارة لصديق تالت كان في اجازة في الخرطوم، لاحظ انو في تقارب بين الصديق الجديد دة وصحبتنا وغار جدا لانو كان سامع كلام انها لاقتو كم مرة خلال الاسبوعين الفاتو وهو كان احساسو بي شكل علاقتو مع صديقتي انهم couples
٣. أتضايق وأصر يرجع البيت وهو اليوم داك كان بايت في بيت الصديقة قامت نهت الزيارة ورجعت معاهو رغم انو كان واضح انها دايرة تقعد وتواصل الزيارة حسب كلامو
٤. بي كلماتو قال انو هي كانت معترضة أثناء ما هو بيمارس معاها لكن هو بالنسبة ليهو الموضوع كان عادي وقال "كنت طاير شديد"
٥. قال انو الصباح حصلت مواجهة بيناتهم انو الحصل شنو، وانو الحصل ما اتسمى اغتصاب، لكن هو قال انو الحصل عادي وهي احتجت انو ما عادي وبعداك قال انو حاسي بالذنب.
٦. قال حس انها غضبانة جدا كانت، لكن هو ما قال ليها انو هو عمل كدة لانو كان في " signs" انها دايرة
٧. في نهاية يونيو ٢٠١٨ صديقتي راسلتو وقالت ليهو انها ما مسامحاهو علي الاغتصاب، دي أول مرة تواجهو وتسمي الحصل اغتصاب، وهو اتصل بي وقال انو "ما دسيس". انا كنت عارفة انها واجهتو وطلبت منو انو ضروري نتكلم ويوريني الحصل شنو. وما اتكلمنا في الموضوع لحدي شهر اغسطس
٨. هو انكر تسمية الحصل انو اغتصاب رغم انو في النقطة رقم ٤ قال بوضوح انها كانت رافضة وقالت ليهو بس هو قرر انو ما يسمعها
٩. قال بوضوح انو ندمان انو "الحاجة دي حصلت كرد فعل لحدث معين" وانو ما كان مفروض تحصل
١٠. قال انو هو اعتذر للصديقة اكتر من مرة وانو أخطأ "زيو وزي بقية الناس يعني"

من جانبي طالبتو:
١.يسمي الحاجات بمسميتاها وانو الحصل دة اغتصاب
٢. الاغتصاب ما غلطة بتتجاوز بالاعتذار، دة جريمة وفي أي بلد غير السودان بتكون عقوباتها وخيمة
٣. بما انو مافي معالجات قانونية عادلة يبقى بعد يعترف ممكن نتفاكر في الجزاء أو المعالجة الممكن تحصل

ومن الوقت داك ولي شهور كتيرة ما اعترف بي جريمتو، ودة السبب الخلاني اوقف تعاملي معاهو تماما،

فتحي بيدعي انو ما عندو فكرة عن موضوع الاغتصاب وأنها حفلات شواء وشمارات مدورة، بجانب كل الحاجات المذكورة فوق، عندي فيديو من اعتصام القيادة يوم ١١ أبريل، كنت بصور في الجماهير بعد السقوط جا فتحي قال لي سقطت يا يسرا قلت ليهو
عقبال تسقط انت زاتك

هو حاول في أغسطس ٢٠١٨ يبرر لي الحصل بالعواطف حقتو تجاه صديقتي، روايتو الفوق دي ابعد ما يكون عن تعبير عن عواطف، دة انتهاك بهدف فرض السيطرة والاذلال

حاليا المغتصب داخل في دور الضحية وانو معايشو وسمعتو اتضررت، وبالمقابل نشر مجموعة من الأكاذيب واستغل سلطاتو الذكورية واستعطف الناس باستهداف شلليات الخرطوم للهامش

تضامنت معاهو جماعات من الذكوريين، المجرمين اصحاب السوابق أو المجرمين اللي ما لقو فرصة لسة وعدد مقدر من البنات البيحفظو مكانتهم في المجتمع دة بالتدليس للسلطة الذكورية

فتحي مغتصب لكن هو ما الوحيد في دوائر النشطاء، هو البعرفو معرفة شخصية خلتو يجيب اثباتات على نفسو، وهو برضو من القلائل اللي ضحيتهم ما سكتت ودي حاجة شكلت تهديد لي وضعو الاجتماعي

ولن نصمت أمام صياح المعتدين أصحاب السلطة

الدور جاييكم واحد واحد وان طال الزمن

الثلاثاء، 12 مايو 2020

غيبوبة

دائماً أسير ببطء
لذلك أحياناً تسبقني بخطوات نحو المجهول
في العادة تبطئ قليلاً
تنتظرني
لكنك هذه المرة مضيت وحيداً
معتذراً "أنا مجبور"
بكيت يومها كما لم أبكي من قبل ولا بعد
كررت أسفي واعتذاري على تعبيري عن عجزي وعن رهقي يومها
ووعدتك
لن أذهب بعد اليوم لأي مكان
لا يهمني العمل
لن أنام
سأبقى فقط بقربك ومعك
جاء صوتك بعيداً "ما اتفقنا على كدة، خلينا ما نتناقش هسة"
لأعوام يا حبيبي وأنا أعيد تعريف الأيام
الأحد، العشرون من كل شهر هو يوم الغيبوبة، آخر مرة أسمع صوتك، آخر مرة تبتسم لي وأنا أردد بقلق وعصبية "سامعني يا وللي؟"
يومها أعترضت قليلاً على نقلك للعناية المكثفة، لقد أخبرتني منذ أيام أنك لا تريد التعرض للتعذيب، لكن سرعان ما بدلت رأيي عندما أخبرني الطبيب أنك ستموت خلال دقائق عشر أو أقل إن لم أوافق على التحويل فوراً، وأنه ربما ستكون لديك فرصة للنجاة.
الأحد، السابع عشر من كل شهر، يوم علمت بإصابتك بالسرطان، تفصلني منك آلاف الأميال، لن أكون بقربك حين يخبرك أعز أصدقائك بذلك
الأحد، الرابع من كل شهر، يوم خضعتَ لجراحة القولون، كنت خائفة ومدركة أنه لا مجال للانهيار، قررت أن آكل وأعد الدقائق حتى تنتهي ساعات الجراحة السبعة

الإثنين، الحادي والعشرين من كل شهر يوم المحبة والتقدير والغناء بصوت أجش
قرأت لك الرسالة التي خبأتها عنك منذ أشهر ست،
يومها آمنت أنك باقٍ للأبد، وأنك ستشفى
فالذي يبقي تلك السيدة على قيد الحياة بعد غيبوبة مستمرة لأربعة سنوات حتماً سيبقيك حياً
ستستفيق يوماً ما
وستخبرني أنك أستمعت لدندناتي وثرثرتي لا المتناهية 
هل تعلم الآن كم أحبك
هل تسامحني على قلة التعبير عن الحب، عن سوء تنسيق احتفالات الميلاد
ستدرك كل ما يحدث الآن، كما أدركت والدة الدكتورة سلامة كل شئ بعد استفاقتها من غيبوبة دامت شهراً

الإثنين، الثاني من كل شهر، الإستعداد للفرح
إسمح لي يا حبيبي أن أغيب لساعات 
أهيئ فيها المنزل لاستقبالك والإحتفاء بتجاوزك الوعكة
لقد تجاوزت المحن
فشل وظائف الكبد والجلطات الدموية وكل ما صاحبهما من آلام 
أنت الآن بخير
سنعود للمنزل صباح الغد، هذا وعد من الطبيب
وددت حينها لو ألتقيت بالطبيب الذي أخبرني منذ خمسة أيام أنك معرض للوفاة المفاجئة في أية لحظة
وددت لو أخبره كما كان مخطئاً، فقد تعافيت الآن 
لم يخطئ الطبيب
لكن هذا تأثير الإثنين يوم الأمل الزائف
هكذا يا حبيبي أعيد تعريف الأيام